القائمة الرئيسية

الصفحات

سوق الوظائف في الأردن وكيفية التعامل معه في 2025



 في سنة 2025، المشهد الاقتصادي وسوق العمل في الأردن صاروا بمرحلـة حسّاسة ومعقّدة بنفس الوقت. يعني، كل يوم بتسمع حدا بحكي: “يا زلمة مش لاقي شغل!” أو “قدّمت على مليون وظيفة وما حدا رد!”، وهاي الجمل للأسف صارت جزء من يومياتنا. بس إذا نطلع بعيون فاحصة شوي، ممكن نكتشف إنه الموضوع مش ميؤوس منه تمامًا، بس بده تغيير بالطريقة اللي منتعامل فيها مع الواقع الجديد.



الواقع الاقتصادي وتأثيره على سوق العمل



أول إشي لازم نحكيه بصراحة: الاقتصاد بالأردن مش بأفضل حالاته. في ارتفاع مستمر بمعدلات البطالة، خصوصًا بين الشباب اللي أعمارهم بين 20-30 سنة. البطالة مش بس رقم بنشوفه بالأخبار، هي واقع عم نعيشه. بتروح على القهوة، بتلاقي شباب خرّيجين، معهم شهادات بكالوريوس، ونازلين شدة تركس بدل ما يكونوا بالميدان.


ليش هيك؟ لأنه الاقتصاد عم ينكمش، والشركات مش عم تتوسع زي قبل، والوظائف الحكومية صارت محدودة بشكل كبير. حتى القطاع الخاص، صار ينتقي بشكل دقيق، وما يوظف إلا الناس اللي عنجد “فنانين” بشغلهم، يعني مش أي حدا.



شو المشكلة بالتخصصات؟



من زمان، الأهل بالأردن كانوا يوجهوا أولادهم لتخصصات زي الطب، الهندسة، المحاسبة، والقانون. كانت تعتبر “مضمونة”، واللي بدرسها مفروض يلاقي شغل فورًا. بس للأسف، الدنيا تغيّرت، والسوق تشبع. هلأ، كل دفعة بتتخرج من الجامعات الأردنية فيها مئات بل آلاف من نفس التخصص، والسوق مش قادر يستوعبهم.


يعني، تخيّل معي، طالب بدرس هندسة ميكانيك، بتخرج، ويبلّش يدور على شغل، وبلاقي حاله بدوام جزئي بكوفي شوب. مش لأنه مش شاطر، بس لأنه ما اشتغل على حاله من بدري، وما كان عنده تصور عن شو السوق بدو فعليًا.



فرص جديدة بس مش الكل شايفها



رغم كل هالضغوط، فيه مجالات قاعدة بتكبر وعم تطلب ناس. شو هي؟ خليني أعطيك لمحة:


  • البرمجة وتطوير التطبيقات: هذا المجال صار مطلوب محليًا ودوليًا. شركات بتطلب مبرمجين يشتغلوا عن بعد، وبراتب أحسن من وظائف تقليدية.
  • الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات: خصوصًا بعد ما صار فيه تركيز عالمي على الأتمتة والذكاء الصناعي، وهاي الوظائف بدها ناس عندهم مهارات، مش بس شهادة.
  • التسويق الرقمي: خصوصًا عبر السوشال ميديا، صارت الشركات تطلب ناس يعرفوا يسوّقوا أونلاين 
  • ويحللوا النتائج.
  • مجالات الطاقة المتجددة: الأردن بلد غني بالشمس، وصارت كتير شركات تشتغل بالطاقة الشمسية، وبدها موظفين مختصين.




وين المشكلة الحقيقية؟ المهارات الناقصة



كتير شباب وصبايا بيفكروا إنه بس يتخرجوا، رح تجي الوظيفة لحد عندهم. بس الحقيقة غير هيك. سوق العمل بدو شخص جاهز، عنده مهارات عملية، وعنده قدرة يشتغل ضمن فريق، يعرف يتواصل، يستخدم التكنولوجيا، ويا حبذا لو عنده خبرة، ولو بسيطة.


فيه فجوة كبيرة بين التعليم الجامعي وحاجة السوق. الجامعات لسه بتدرّس نظري أكتر من اللازم، بينما السوق بدو ناس يشتغلوا بإيدهم، يعرفوا يستخدموا برامج حديثة، ويفكروا بطريقة منطقية لحل المشاكل.



شو الحل؟ كيف تتعامل مع الوضع؟



إذا إنت اليوم عم تقرأ هالمقال، سواء كنت خريج جديد، أو لسه على مقاعد الدراسة، أو حتى بتشتغل وبدك تطوّر حالك، في خطوات واضحة لازم تمشي عليها:




اسأل حالك: شو بعرف أعمل؟ مش بس شو دارس، بل شو المهارات اللي بقدر أستخدمها فعليًا؟ هل بعرف أشتغل على Excel؟ هل بعرف أعمل CV محترم؟ هل بعرف أقدّم على وظائف بطريقة صحيحة؟ إذا الجواب لأ، بلّش من هون.





مواقع زي Coursera، Udemy، edX، وحتى منصات عربية زي “رواق” و”إدراك” فيها دورات بمجالات كثيرة. يعني لو حابب تدخل مجال البرمجة، بلّش تعلم لغة Python، أو لو بدك تسوّق، خذ دورة في التسويق الرقمي. وفيه كتير منها مجانية.





يمكن غريب تحكيها، بس صدقني، أول شغل إلُه قيمة كبيرة، حتى لو كان تدريب أو تطوع. خليك ذكي، ابني سيرة ذاتية فيها مشاريع حقيقية. الناس بتوظف اللي عنده إنجاز، مش اللي عنده شهادة بس.




ما تستنى شغل بالأردن بس، جرّب منصات عالمية. في شباب من الزرقا وإربد وجرش عم يشتغلوا مع شركات من أمريكا وكندا وهم قاعدين ببيوتهم. بس بدك تبني بروفايل محترم، وتكون ملتزم، وتقدّم شغل بجودة عالية.



أهمية صفحة لينكد 



لازم يكون عندك LinkedIn محدث، فيه كل مهاراتك، وتجاربك، وحتى المشاريع اللي اشتغلت عليها. وتشارك بالمجموعات والمنتديات اللي بتخص مجالك. كل ما زاد تواصلك، زادت فرصك.



الشبكة الاجتماعية مش بس للوناسة




احضر فعاليات، معارض وظيفية، شارك بورش عمل، احكي مع ناس بمجالك. يمكن وظيفة العمر توصلك عن طريق “واسطة”، بس مش بالمعنى السلبي، بل لأنه حدا شاف شغلك وحبّه.




ما بنقدر نحكي عن سوق العمل بدون ما نحكي عن الشركات نفسها. للأسف، في بعض الشركات لسه بتدور على موظف بـ”مواصفات خرافية”، وراتب قليل. يعني بدهم شخص يشتغل تسويق، برمجة، خدمة عملاء، وتصوير، وبـ400 دينار!


بس بنفس الوقت، في شركات صاعدة محترمة، خصوصًا بالقطاع التكنولوجي، عم تدفع رواتب كويسة، وبتعطي فرص تدريب ونمو. التحدي إنك توصل إلهم، وتثبت حالك.




أنا واحد من الناس اللي مرّوا بكل هاي التفاصيل. درست، تخرجت، دورت على شغل، وانرفضت مية مرة. اشتغلت شغلانات ما إلها دخل بتخصصي، تعلمت أونلاين، وبنيت علاقات، واليوم – ولله الحمد – قدرت ألاقي طريقي.


يمكن الطريق طويل، ويمكن تتعب، بس صدقني، كل خطوة بتعملها اليوم، رح تدفعك لقدّام بعدين. المهم ما توقف. الأردن مليان طاقات، وشباب عندهم طموح، بس بدهم يلاقوا الدرب.



سوق العمل بالأردن 2025 مش سهل، بس كمان مش مسدود. اللي بيشتغل على حاله، وبيتعلم، وبيطوّر مهاراته، رح يلاقي فرص. بس بدك تصحى من هلأ، وما تعتمد على الحكومة أو الحظ. المستقبل للناس اللي بتجتهد، مش للناس اللي بتستنّى.


فشدّ حيلك، وبلّش اليوم قبل بكرا. وكل مرة بتحس فيها بالإحباط، تذكّر إنك مش لحالك، وإنه النجاح بيبلّش بخطوة بسيطة… يمكن تكون هاي الخطوة إنك تقرأ هالمقال وتبلش تغيّر طريقك


تعليقات